الابتكار الرقمي في الجنوب الليبي

 

الابتكار الرقمي يشير إلى إستخدام التكنولوجيا الرقمية لإيجاد حلول جديدة للتحديات أو لتحسين العمليات القائمة, يتضمن ذلك استخدام التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، والحوسبة ، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز، وغيرها لابتكار منتجات أو خدمات جديدة، أو لتحسين العمليات الحالية بطرق أكثر فاعلية وفعالية. 

في السنوات الأخيرة، شهدت مناطق الجنوب الليبي جهودًا متزايدة لتعزيز الابتكار الرقمي واستخدام التكنولوجيا لتحسين الظروف المعيشية وتعزيز التنمية الاقتصادية. يشمل ذلك توظيف التكنولوجيا في التعليم لتوفير فرص التعلم عن بعد وتحسين عمليات الصحة الرقمية وتوفير الرعاية الصحية عن بعد, كما يتضمن ذلك تعزيز التجارة الإلكترونية والتسوق عبر الإنترنت، واستخدام التكنولوجيا في الزراعة الذكية لتحسين إنتاجية الزراعة والأمن الغذائي. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن الابتكار الرقمي تطبيق الخدمات الحكومية عبر الإنترنت لتسهيل الوصول إلى الخدمات العامة، واستخدام التكنولوجيا في تعزيز السياحة من خلال التسويق الرقمي وتطوير البنية التحتية السياحية. 

شارك كلا من: أ.عطية السنوسي أوحيدة- مدير مكاتب دعم الابتكاروالتميز و مشرف أكاديمية سبها الرقمية,  
أنورالفكحال- المدير التنفيدي لشركة هايف. 
ريما عتيقة- خبيرة في التحول الرقمي. 
 في ابذاء ارائهم الشخصية بحسب خبرتهم الطويلة  حول موضوع التحول الرقمي و أهمية تواجده في ليببيا خصوصا في المنطقة الجنوبية. 
 
*الوضع الحالي للتحول الرقمي: 

في الوقت الحالي، يواجه التحول الرقمي في ليبيا تحديات متعددة نتيجة للظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد. ومع ذلك، هناك بعض الجهود والمبادرات التي يتم اتخاذها لتعزيز التحول الرقمي في البلاد. تشمل هذه الجهود العمل على تحسين البنية التحتية التقنية، وتعزيز التعليم الرقمي، وتعزيز التجارة الإلكترونية والتسوق عبر الإنترنت، وتطبيق الحكومة الإلكترونية لتسهيل الوصول إلى الخدمات الحكومية. كما تشهد الخدمات الصحية والقطاع التعليمي استخدامًا متزايدًا للتكنولوجيا الرقمية لتحسين الخدمات والرعاية. رغم وجود التحديات، فإن الإرادة السياسية والاستثمارات المناسبة قد تمهد الطريق لتحقيق التقدم في التحول الرقمي، مما يعزز التنمية الاقتصادية ويحسن جودة الحياة للمواطنين. 

ذكرت ريما عتيقة" بالرغم من التحديات و الصعوبات الموجودة في المنطقة الجنوبية و الاختلافات التقنية و الاجتماعية. الا ان هناك اقبال كبير للتعلم و التعليم من شباب الجنوب خاصة النساء, ادت جهودهم للافصاح عن نتائج مرضية للغاية بشهادة مدربيهم"  

ذكر ايضا انور الفكحال قائلا ان"فكرة ادخال الذكاء الاصطناعي في التدريبات وفي مجال التسويق الالكتروني و المالية لازالت ضعيفة, بالرغم من ان الذكاء الاصطناعي يعد من احدى  البرامج المساعدة في العمل حول العالم الان,زرعنا فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي في التدريبات التي قمنا بها و اكتشفنا افكار و مشاريع على ارض الواقع اكثر من رائعة في الجنوب بالرغم من قلة الامكانيات و الدعم هناك, لكننا بفضل الله استطعنا رؤية تاثير الكفاءات في زيادة عالية, من التسويق الالكتروني, اّلية تحليل البيانات و تحليل المواضيع المالية". 

اضاف عطية أوحيدة" تسعى اكاديمية سبها الرقمية الى نشر ثقافة التحول الرقمي في المؤسسات في مدينة سبها و في المنطقة الجنوبية بالكامل و ادخال التكنولوجيا و الذكاء الاصطناعي في زيادة الانتاج و الخدمات حيث تم التنسيق مع المجلس البلدي بإعطائنا مؤسسات للعمل عليهم و بدورنا انشانا لهم تطبيقات تساعد في التواصل بين المؤسسات و المواطن, مع العلم بقلة الامكانيات و اشكالية العامل الثقافي في التحول الرقمي".  

 

*التحديات و الحلول: 

تواجه ليبيا تحديات متعددة في تعزيز التحول الرقمي، من بينها نقص البنية التحتية التقنية وقلة التعليم الرقمي وتحديات الأمن السيبراني وقلة الوعي التقني والتحديات الاقتصادية وقلة القوانين والتشريعات الرقمية. حلول لهذه التحديات تشمل تحسين البنية التحتية التقنية، وتعزيز التعليم الرقمي، وتعزيز الأمن، وزيادة الوعي التقني، وتعزيز الاستثمار الرقمي، ووضع التشريعات والسياسات الرقمية الملائمة. 

ذكرت ريما عتيقة "التحديات هي رفض التغيير و رفض المجهول. طبيعي ان ترفض الاختلاف او اي عمل تشعر بانه قد يهدد الوظيفة, الاستقرار و الحياة التي انشأتها. لذلك نشر الوعي في هذا الموضوع مهم جدا للتغلب على هذا الشعور و مواكبة العصر في التطور و الازدهار". 

 ذكرت ايضا" دائما ما يكون هناك تفاوت في المستوى حيث لم تتح الفرص في الجنوب كما اتيحت للشمال, شاهدت شباب في الجنوب على اعلى مستوى من الالتزام و الاهتمام في اي موضوع يقدم لهم مساحة الدولة جغرافيا قد يكون سببا في عدم ترابط المدن  و نقص الدعم و الإهتمام المطلوب". 

اضافت ايضا " احدى التحديات ايضا التي تواجه المبرمجين, النظرة الاجتماعية واعتقادهم بان هذا التخصص مجرد هواية وليس على انه تخصص مهم و ان اساسيات المستقبل معتمدة عليه, لذلك وجب موضوع نشر الوعي و ضرورة تفهم الناس بانه لم يعد موضوع ترفيهي بل انه واقع, و اذا لم نهتم به كفاية سيتغلب علينا العالم الحديث وبها نجد انفسنا في اخر مصف الدول المتخلفة".  

ذكر عطية أوحيدة ان" الاشكالية الكبرى هي عدم وجود استراتيجية شاملة و واضحة للتحول الرقمي في ليبيا بصفة عامة و في مدينة سبها بالخصوص, حيث ان اهم المعوقات التي تواجهنا و التي تمنعنا من ان نساهم مساهمة حقيقة هي عدم توفر الامكانيات و الدعم المتطلب". 

اضاف ايضا "مسألة نشر الوعي و الثقافة, ساعيين لإنشاء ورش عمل في مدينة سبها و نشر فكرة التحول الرقمي و معنى الرقمنة بالخصوص, نسعى ايضا للدورات التدريبية في هذا المجال بأن تتواجد جوائز للابتكار في مجال التحول الرقمي لتحفيز كل من لديه فكرة رقمية يستطيع بها المساهمة و الانشاء و من ثم تحويلها الى مشروع حقيقي يبني ويعمر المنطقة الجنويبة". 

*الاستراتيجيات و البرامج الفعالة: 

لتعزيز التحول الرقمي في ليبيا، يجب تطوير استراتيجيات شاملة تركز على عدة جوانب. ينبغي تحسين البنية التحتية التقنية وتعزيز التعليم الرقمي وتعزيز الأمن السيبراني، بالإضافة إلى دعم الابتكار وريادة الأعمال وتطوير الحكومة الإلكترونية وتعزيز الشراكات العامة والخاصة وتعزيز البحث والتطوير. من خلال تنفيذ هذه الإجراءات بشكل فعال، يمكن لليبيا الوصول إلى تحول رقمي يعزز التنمية الشاملة ويعزز مواكبتها للتطورات العالمية في عصر الرقمنة. 

بالإضافة إلى ذلك، يجب أيضًا تعزيز التوجيه الاستراتيجي وتعزيز قدرات القوى العاملة في 
 مجال التكنولوجيا من خلال برامج تدريبية وتطويرية مخصصة. ينبغي أيضًا تشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع التكنولوجيا وتقديم الحوافز المالية والضريبية الملائمة لجذب المستثمرين. ويمكن استخدام التكنولوجيا الرقمية في تعزيز القطاعات الحيوية مثل الزراعة والصناعة والسياحة لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة. كما ينبغي أن تتبنى الحكومة سياسات تشجيعية لتعزيز استخدام التكنولوجيا في تحسين الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم والنقل. وأخيرًا، يجب على ليبيا الاستفادة من التجارب والمعارف الدولية في مجال التحول الرقمي من خلال التعاون الدولي والشراكات مع الجهات الدولية والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة. 

 

*دور القطاع العام و الخاص: 

القطاع العام والخاص يمكن أن يتعاونا بشكل أكبر من خلال تبادل المعرفة والخبرات والموارد. على سبيل المثال، يمكن للحكومة تقديم الدعم المالي والتشريعي لتشجيع الشركات الخاصة على الاستثمار في مجالات التكنولوجيا الحيوية مثل الصحة الرقمية والزراعة الذكية. بالمقابل، يمكن للشركات الخاصة أن تعمل على تقديم الحلول التقنية والخدمات الرقمية لتعزيز فعالية القطاع العام، مثل تطوير نظم الكترونية لإدارة الموارد البشرية والمالية وتقديم الخدمات الحكومية عبر الإنترنت. هذه التعاونات المشتركة يمكن أن تسهم في تعزيز التحول الرقمي في ليبيا وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة. 

ذكر انور الفكحال" الافكار تاتي من القطاعات الخاصة, لذلك يجب بناء حلقة وصل بين القطاع الخاص و العام لتكون هناك نقلة كبيرة داعمة للرقمنة و الذكاء الاصطناعي و تجعل منا خبراء في مجالاتنا الخاصة". 

اضافت ريما عتيقة" بدا ظهور رابط واضح بين المجتمع و الدولة يجمعهم موضوع رقمي وخدمي, المجتمع المدني يحاول تبني سياسات حديثة في موضوع التحول الرقمي بان يكون مواكب للعصر و يضمن الازدهار للجنوب. الاهتمام بالجنوب دائما و ابدا كل ما نريد ان تلتقطه اعيننا هو رؤية المنطقة الجنوبية بالكامل تنعم في الاستقرار وان تتاح فيها فرص العمل المطلوبة للاشخاص ذوي القدرات المهولة في المجال الرقمي تحديدا". 

*مستقبل التحول الرقمي: 

مستقبل التحول الرقمي في ليبيا يبدو واعدًا، حيث من المتوقع تحسين البنية التحتية التقنية وزيادة التركيز على الابتكار وريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا. يُتوقع أن يشهد القطاع الرقمي نموًا في استخدام التكنولوجيا في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والزراعة، بينما يستمر التطور في خدمات الحكومة الإلكترونية. من خلال الاستثمار المستمر وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، يمكن لليبيا أن تحقق تقدماً ملموسًا في مجال التنمية الرقمية وتعزيز جاذبيتها كمحطة للاستثمار التكنولوجي في المنطقة. 

 

 

دراسات الحالة الأخري

بداية، يجب أن نفهم أن ريادة الأعمال في ليبيا لها...

قامت مبادرة ممكن باستضافة كُلا من هند البشاري-...

طرق الحصول علي التمويل لرواد الاعمال في جنوب ليبيا