منذ انطلاقته في شهر يناير 2024، هدِف مشروع دراية لريادة الأعمال لرفع الوعي و تعزيز ثقافة ريادة الأعمال في المنطقة الجنوبية في ليبيا وتركزت أنشطة المشروع في تسع بلديات ( سبها، مرزق، الكفرة، غات،براك الشاطئ، الشرقية،القرضة، بنت بية، أوباري) حيث تلقّى رواد الأعمال الطموحين تدريبات و موارد تعليمية تساعدهم في خلق مشاريع قابلة للتنفيد وتساهم في نمو الاقتصاد وخلق فرص عمل في هذه البلديات.

قمنا بتنظيم فعالية "ستارت-أب ويكند" في كل من البلديات التسع المستهدفة، وتضمنت هذه الفعالية برنامجًا تدريبيًا مكثفًا لمدة يومين، هدِف إلى تحفيز المشاركين للنظر في احتياجات مجتمعهم وتطوير حلول مبتكرة لمعالجتها. على مدار اليومين، قام المشاركون بتشكيل فرق، وتطوير أفكارهم، والعمل على تقديم مشاريعهم إلى الحكام الضيوف الذين تم دعوتهم لتقديم ملاحظاتهم واستشاراتهم على المشاريع. تلقينا مجموع 3681 طلبًا، مرت بمرحلة تصفية حتى وصلت الى 421.

تراوحت أعمار المشاركين بين 17 و 35 عامًا، مع توزيع متساوٍ بين الجنسين لضمان اعطاء فرصة للجميع على حد سواء.

كانت فعاليات "ستارت-أب ويكند" ناجحة، حيث شاركت فرق متنوعة في كل بلدية مستهدفة. كمثال على ذلك، نود تقديم مشروع المزرعة العضوية في سبها. هدف هذا المشروع إلى إنشاء مزارع عضوية باستخدام قياسات دقيقة للتربة ونسب مثالية من المُغذيات في أنحاء سبها. أدرك الفريق أن العديد من المزارعين في المنطقة يفتقرون إلى المعرفة والتوجيه اللازمين للزراعة الفعالة، وسعى إلى معالجة ذلك من خلال توفير التدريب والموارد للمزارعين المحليين. من خلال الترويج للممارسات الزراعية المستدامة، يمكن أن يستفيد المجتمع والبيئة المزارعين من هذا المشروع.

عبرت البلدية عن شكرها لفريق المشروع على هذه الفكرة، وأعربت عن حماستها لرؤية التأثير الإيجابي الذي سيحدثه المشروع على مجتمع المزارعين المحليين.

وباستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، تمكن فريق منظمة ممكن من ضمان مشاركة فعالة في المبادرة. ومن خلال طرق التواصل التي نستخدمها، وفرنا فرصًا متساوية للوصول لجميع الفئات. وشمل ذلك الشباب، والنساء، والنازحين، وغيرهم من الفئات المهمشة. كما تعاون فريقنا الإعلامي مع المؤثرات المحليات لإنشاء محتوى ترويجي للمشروع.

بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، سعينا إلى تقديم محتوى تعليمي لرواد الأعمال الطموحين من خلال منصة ندوات عبر الإنترنت. استمرت هذه الندوات من مارس حتى يوليو، حيث تواصل فريقنا مع الخبراء في مختلف مجالات ريادة الأعمال ليكونوا متحدثين. ناقشت الندوات مواضيع متنوعة تتعلق برواد الأعمال، بدءًا من ريادة الأعمال وتأثيرها الاجتماعي بشكل عام، وأُسس وطرق تسويق الشركات الناشئة، والإدارة المالية والحصول على تمويل للأفكار المبتكرة، والتفكير الإبداعي والتخطيط المستقبلي للمشاريع الريادية، ودور الابتكار والتحول الرقمي وأهمية العلاقات الاجتماعية في تطوير الأفكار، ودور المجتمع في المشاريع الريادية وتأثيرها عليه، بالإضافة إلى القوانين واللوائح التي تؤثر على مسيرة ريادة الأعمال.

عند انتهاء كل ندوة عبر الإنترنت، تم إنتاج دراسة لكل ندوة. حيث توفر هذه الدراسات ملخصات شاملة للمعلومات التي تمت مناقشتها في كل ندوة، بما في ذلك كل المواضيع والرؤى والأفكار التي تمت مشاركتها. تُعد هذه الدراسات مَرجِعا للمشاركين للعودة إليها، وتساعد في الترويج لمحتوى الندوات من خلال جمهور أوسع، مما يزيد من تأثير مشروع دراية بعد الجلسات المباشرة. نأمل أن تساعد هذه الندوات في تمكين رواد الأعمال المُرشحين من خلال محتوى تعليمي قيّم يعزز مهاراتهم.

استمرارا لفعاليات "ستارت-أب ويكند"، نظمت منظمة ممكن هاكاثون لمدة أسبوعين لاختتام أنشطتها مع دراية لريادة الأعمال في مشروع الجنوب. استمر الهاكاثون عبر الإنترنت لمدة أسبوعين بين 27 يونيو و14 يوليو، بهدف تشجيع المشاركين على التعاون والتفكير الإبداعي، وتعزيز ثقافة الابتكار بين رواد الأعمال الطموحين. تم تنفيذ هذا الحدث من خلال جلسات مباشرة عبر تطبيق زوم، مما ساعد في تعزيز الوصول المتساوي إلى الموارد التعليمية وتقليل انبعاثات الكربون المرتبطة بالنقل.

بعد مرحلة التسجيل، قام فريق ممكن باختيار 8 فرق من بين 143 فريقاً.

خلال الأسبوع الأول، شاركت الفرق في جلسات تدريبية مكثفة بعطاء من مُدربين أكْفاء، حيث ساهمت هذه التدريبات في تطوير أفكار ومهارات المشاركين. بالإضافة لذلك تم تخصيص مرشد لكل فريق والذي قدم لهم التوجيه خلال فترة المشروع.

بعد انطلاق المشروع، شرَعت كل الفرق في مرحلة التطوير.

خلال الأسبوع الثاني، بدأت مسابقة الهاكاثون الفعلية، حيث كان من المتوقع أن تعمل الفرق على مشاريعها وتحضير عروضها التقديمية. تم دعوة ثلاثة خبراء للانضمام إلى لجنة التحكيم، لتقييم المشاريع بناءً على الابتكار، وقابلية التنفيذ، والعرض التقديمي، والتأثير الاجتماعي العام. قدمت الفرق مشاريعها أمام لجنة التحكيم التي ضمت نور الخميسي، ممثل عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتميم الديب، خبير في ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة، ومحمود أبو سلوم، خبير في إدارة المشاريع الريادية. تم التقييم بناءً على عدة معايير، بما في ذلك فكرة المشروع، وتصميم خطة العمل، والتسويق، والإبداع في العمل.

الفريق الفائز كان "برو-تون"، حيث كانت فكرة المشروع مساحة عمل تعليمية ومركز تدريب يدعم خريجي المدارس الثانوية والطلاب الجامعيين بالمهارات والمعرفة اللازمة لدخول سوق العمل. تلاه فريق "زوم سبها" بمشروع مركز تدريب للمصورين والمستقلين العاملين في مجال الإعلام، وفي المركز الثالث فريق "تطوير" بفكرة مركز ترفيهي، اجتماعي، ثقافي في أوباري. تم الاعتراف بابتكاراتهم المميزة وحلولهم المؤثرة من قبل لجنة التحكيم، وأُعلن عن الفائزين في حدث عبر الإنترنت بحضور جميع المشاركين والفرق المساهمة.

كانت مساهمة منظمة مُمكن مع مشروع دراية لريادة الأعمال بمثابة تجربة غنيّة لفريق المشروع وذلك من خلال عملهم على الكثير من النشاطات المتنوعة و التعرّف والتواصل مع مختلف الشباب ورواد الأعمال المتحمّسين وذلك لضمان وصول حملات التوعية و الندوات و التدريبات للجميع بذات الكفاءة و القيمة.

كان لمشروع دراية دور في رفع مستوى مستقبل رواد الأعمال في جميع أنحاء البلاد، فابقوا على دراية مع مشروع دراية!