Deraya Case Studies

العلاقات العامة وريادة الاعمال الاجتماعية.

Written by Acted | Jun 27, 2024 12:40:22 PM

مفهوم ريادة الأعمال الاجتماعية:

ريادة الأعمال الاجتماعية هي مفهوم يجمع بين روح الابتكار والريادة في مجال الأعمال مع التركيز على حل المشكلات الاجتماعية والبيئية. يهدف هذا الأسلوب إلى تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة عبر تقديم حلول إبداعية للتحديات الاجتماعية المتنوعة.

يتميز نجاح ريادة الأعمال الاجتماعية بقدرته على تحقيق الربح بجانب الأثر الإيجابي على المجتمع، مما يعكس رؤية شاملة لنجاح الأعمال. تتنوع مثالية هذا النوع من الأعمال بين مشاريع توفير الخدمات الاجتماعية، وتعزيز التعليم، والمساهمة في التنمية المحلية، وغيرها من المجالات التي تهدف إلى خدمة الخير العام وتحقيق الربح المالي.

تطمح المنطقة الجنوبية، بالتعاون مع المنطقة الغربية وباقي ربوع ليبيا لإنشاء مجتمع ريادي شبابي ناجح . تمكنت منظمة دراية بدورها من الوصول الى تسعة بلديات في الجنوب الليبي، حيث تعرفت على المنطقة الجنوبية و على شعابها و اهلها و تفاصيلها وايضا تسعى الى ابراز الواقع الجنوبي بشكل صحيح الى كافة المناطق الليبية.

استضفنا كلا من: محمد الحموزي – مختص وخبير في ريادة الاعمال، و عبدالرؤوف الجروشي - باحث وخبير في بناء السلام. اللذان ساهما بدورهما في دراسة هذه الحالة.

 

تعريف و اهمية ريادة الاعمال الاجتماعية:

ريادة الأعمال الاجتماعية تعتبر استجابة إبداعية للتحديات الاجتماعية والبيئية، حيث تهدف إلى حل هذه التحديات بشكل فعّال من خلال دمج الابتكار والريادة في مشاريع تجارية. يتميز هذا النهج بالتوازن بين تحقيق الأرباح المالية وتحقيق الأثر الاجتماعي الإيجابي، ويعزز التنمية المستدامة ويساهم في تمكين الفئات المهمشة، وتعزيز الابتكار الاجتماعي، وجذب الاستثمارات الاجتماعية، وبناء الشراكات الاستراتيجية لتحقيق التغيير الاجتماعي المستدام.

كما عبر السيد عبدالرؤوف الجروشي خلال حديثه بقوله " يختلف مفهوم ريادة الاعمال من منطقة لمنطقة، مفهومها بشكل رئيسي هو كيفية إيجاد حلول ابداعية للتقليل من المشاكل الاجتماعية من خلال النمو الاقتصادي و التطور " .وذكر بان" المشاكل تولد الحلول، و كلما كثرت المشاكل كثرت الأفكار والحلول الابداعية لحل و معالجة المشاكل" كما ذكر أيضا أن" ريادة الأعمال الاجتماعية هي مشروع فيه استفادة اقتصادية وحل اجتماعي لمشكلة يعاني منها المجتمع في الوقت عينه" حيث أضاف محمد الحموزي قائلا "مجال ريادة الاعمال يسعى للربح, بينما ريادة الاعمال الاجتماعية تسعى إلى تقديم خدمة اجتماعية مستدامة"

استكشاف مفهوم "من الناس الى الناس"

مفهوم جملة "من الناس إلى الناس" في ريادة الأعمال الاجتماعية تعبر عن الفلسفة الأساسية لهذا المجال، حيث يتم التركيز على تمكين المجتمعات المحلية وتشجيعها على التعاون والتفاعل المباشر في حل مشاكلها الاجتماعية. يتضمن هذا المفهوم تعزيز قدرات المجتمعات المحلية واستثمار مواردها الداخلية والمهارات المحلية لتحقيق التغيير الإيجابي. يسعى هذا النهج إلى بناء شراكات فاعلة بين جميع أعضاء المجتمع، بما في ذلك الأفراد، والمنظمات غير الحكومية، والمشاريع الريادية، والحكومات المحلية، بهدف تحقيق نتائج مستدامة وفعّالة في مجالات العمل الاجتماعي والتنمية المحلية. ذكر محمد الحموزي أن"كلمة انسان مستنبطة من الأنس أو الأنيس، فدائما ما ستحتاج إلى وجود أناس من حولك لتقديم خدمة ولأخذ النصيحة وللنجاح في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية" و ذكر أيضا " مشروعك الخاص يحتاج لأشخاص آخرين لاستمراريته، فهم ليسو مجرد مصدر رزق لك ولكنهم مستفيدون أيضا، هي عملية تبادلية لذا لا تستطيع العيش وحيدا فهي حالة اجتماعية.

كما استعان محمد الحمزوي ببيت شعر للشاعر العراقي المعروف الرصافي، في إضافة جميلة لمفهوم من الناس للناس، حيث اعطى هذا البيت من الشعر إجابة واضحة لهذه الحالة الاجتماعية.

وأضاف عبدالرؤوف الجروشي قائلا "يستخدم نهج من الناس الى الناس، في أخد الافكار من الناس لحل المشاكل، وهو نهج مميز ويساعد في نمو ريادة الأعمال خصوصا في المناطق التي فيها تماسك اجتماعي متين و علاقات اجتماعية وطيدة"

 

القسم الثاني

بناء السلام من خلال ريادة الاعمال:

بناء السلام من خلال ريادة الأعمال يعد نهجًا استراتيجيًا لتعزيز الاستقرار والتفاهم في المجتمعات المتضررة بالصراعات. يتركز هذا النهج على تعزيز روح الريادة والاقتصاد المحلي وأدوات الحوار والتكامل المجتمعي.

ويشمل بناء السلام من خلال ريادة الأعمال إطلاق مشاريع تجارية مبتكرة ومستدامة تعمل على توفير فرص العمل ودعم التمكين الاقتصادي والاجتماعي لهذه المجتمعات. أيضا يشجع هذا النهج على الاستثمارات التي تعزز التعايش السلمي وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتوطيد حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.

ويقول السيد عبدالرؤوف الجروشي"بناء السلام مبنى على دراسات وفهم للواقع الليبي والمشاكل التي يمر بها المجتمع الليبي، لهذا المسالة مهمة جدا فهي تساعد في تقليل احتمالية حدوث الصراع و عودته في هذه المناطق، وأيضا تقوي التماسك الاجتماعي و تكون مجتمع صلب مبني على اتحاده و قوة ترابطه" ذكر أيضا "المشاكل الاقتصادية دافع لضغط المجتمع نحو الدخول في صراعات وحروب، وكون المشاكل الاقتصادية هي سبب الصراع فيكمن فيها أيضا الحل، أثناء دراسة وفهم وحل المشكلة الأساسية ستخلق وسيلة لبناء السلام و توطيد العلاقات داخل المجتمع الليبي" وأضاف أيضًا" النمو الاقتصادي و المشاريع التجارية و حركة المال لها تأثير في تهدئة النفوس وتقليل المشاكل و الصراعات و تعزز السلام في المنطقة الجنوبية."

 

تقاطع ريادة الأعمال الاجتماعية مع بناء السلام:

 

تقاطع ريادة الأعمال الاجتماعية مع بناء السلام يمثل نقطة انطلاق استراتيجية لتعزيز الاستقرار والتنمية في المجتمعات المتأثرة بالصراعات. يتمثل هذا التقاطع في استخدام مبادئ ريادة الأعمال الاجتماعية، مثل الابتكار والشراكات والاستدامة، كأدوات لتحقيق السلام والتنمية المستدامة.

أحد جوانب هذا التقاطع يتمثل في دعم الأنشطة الاقتصادية المبتكرة والمستدامة في المناطق المتضررة من الصراعات. من خلال تشجيع ريادة الأعمال وإقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، يمكن خلق فرص عمل جديدة وتحقيق النمو الاقتصادي، مما يساهم في تخفيف الفقر وتعزيز الاستقرار.

 

سلط السيد عبد الرؤوف الجروشي الضوء على الأمر بقوله "المشاكل الاجتماعية تولد عند الرياديين الدوافع و الحوافز لأن يطمحوا وينجحوا في مختلف أنواع المجالات والمشاريع, وعدم الاكتفاء ببقاء مشاريعهم تعمل على المستوى المحلي فقط بل بهدف نجاحها على الصعيد العالمي" أضاف ايضا" المسألة تأتي من حاجة المجتمع وحدوث المشاكل داخله، الافكار والحلول الابداعية والمبتكرة بالحالة ذاتها".

 

علاوة على ذلك، تعمل مبادئ ريادة الأعمال الاجتماعية على تعزيز الشراكات بين القطاعات المختلفة، بما في ذلك القطاع العام والخاص والمجتمع المدني، وهو أمر حيوي لبناء الثقة وتعزيز التعاون في المجتمعات المتنازع عليها. وذكر محمد الجروشي" المؤسسات العامة هي مؤسسات حكومية تندرج تحتها قوانين محددة للخدمات الاجتماعية، مايعني تقديم خدمات اجتماعية سوية للمجتمع وتوفير ما يلزم لمختلف المجالات الريادية وأيضا المساهمة في رفع مجال ريادة الاعمال بتكوين شراكات مع المشاريع الريادية الصغرى الناشئة".

 

علاوة على ذلك، يمكن لمشاريع ريادة الأعمال الاجتماعية أن تسهم في تعزيز التعليم وتعزيز الصحة وتمكين المرأة وتعزيز الوعي بحقوق الإنسان، وهذه الجوانب جميعها تسهم في بناء السلام والتنمية المستدامة. بشكل عام، يعكس تقاطع ريادة الأعمال الاجتماعية مع بناء السلام رؤية متكاملة تجمع بين الابتكار والاستدامة والتعاون لتحقيق التنمية الشاملة والاستقرار السلمي في المجتمعات المتأثرة بالصراعات.

 

امثلة واقعية للشركات التي تعزز بناء السلام و التغيير الاجتماعي:

سلط السيد محمد الحموزي الضوء على بعض من المشاريع الملهمة الموجودة في المنطقة الجنوبية,منها:

*شركة"بيكسال" في منطقة اوباري بالتحديد. قام مجموعة من الشباب المتميزين بناء على نقص الخدمات الإعلامية وخدمات الدعاية و التصوير. قدمت هذه الشركة بعض المساهمات المجانية للمراكز التطوعية للمنطقة من تصميم هوية وتغطيات إعلامية. وساهمت أيضا أن يكون لهذه المراكز التطوعية صدى اكبر لوصول خدماتها لكافة المجتمع ولتلقي دعم أكبر.

قامت الشركة بتغيير اجتماعي في المنطقة في جانب تعزيز الصدد التطوعي لبعض المراكز و الخدمات. أيضا جمعت بين المكونات الثقافية الموجودة. وساعد هذا النوع من المشاريع على تقريب الشباب و جعلهم يشتغلون ضمن دائرة واحدة على عمل واحد بيد واحدة.

*مشروع "يامي" من مشاريع فتيات الجنوب التي وفرت عدد كبير من الوظائف لفئة النساء من ذوي الدخل المحدود، الأرامل، المطلقات، أو من العائلات المحتاجة اللواتي يمتلكن خبرة في الطهي.

هذه الفئات من المجتمع كانت تمتلك فراغ، ولم توفر له أي جهة أو مشروع خدمة معينة, من هنا اطلق مشروع "يامي". اشتغلوا على انشاء قاعدة بيانات والربط مع مجموعة من نساء طاهيات من منازلهن و جمعهم في مكان واحد ليقدموا خدماتهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. نجح المشروع بشكل كبير وتلقى الدعم المستمر لفكرة بسيطة مثل هذه، وهي ربط طالب الخدمة بمستخدم الخدمة.

*مشروع "قرين برادايس" مشروع لمنطقة اخرى و لكن ينفذ في الجنوب من المشاريع الناجحة و الممتازة التي نحتذي بها. غامر السيد سراج صاحب المشروع بكل ما يملك من المنطقة الغربية , من الرفاهية التي يبحث عنها الجنوب بشكل كبير و الخدمات وتوفر الوقود. ترك السيد سراج الخدمات التي نسعى لها و نذهب للشمال خصيصا لها , و اخد مخاطرة و اصر على بدء مشروع في الجنوب في مجال مقتدر. حاليا مشروع" قرين برادياس" لديه انتاج من الخضروات تعيشه في رفاهية وهو في الجنوب.هي فكرة احتاجت منه لمخاطرة, و مخاطرته ادت لنجاحه الزاهراليوم.

*بالإضافة لوجود بعض المشاريع الصغرى الأخرى: كمشروع "تطبيق قضية"، "حياكة" ،"سبيتار" و "نسمة نت

كيف يمكن للشركات الناشئة تقديم جسورو تفاهم بين المجتمعات و البلديات

تعتبر الشركات الناشئة رائدة في تكوين علاقات فاعلة مع البلديات، حيث يمكنها أن تكون محفزًا رئيسيًا للتحول الاجتماعي والاقتصادي على المستوى المحلي. من خلال تبني مبادرات مبتكرة ومن خلال التعاون مع الهياكل الحكومية المحلية، يمكن للشركات الناشئة أن تساهم في تحسين البنية التحتية المحلية، وتعزز الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، وبناء القدرات المحلية من خلال توفير فرص التدريب والتوظيف المحلية.

حيث أكد السيد عبد الرؤوف الجروشي أن" المشاريع الناشئة استطاعت أن تكيف حلولها لتلبية الاحتياجات المحددة للمجتمع المستهدف، من خلال اعتمادها بشكل رئيسي على تطوير الفكرة والبحث وتلبية وتقييم هذه الاحتياجات، وعن طريق تجميع الأفكار لدراسة الوضع الموجود في المنطقة." كما واصل في حديثه "بطرحك فكرة على البلديات تستطيع أن تبني جسر تفاهم وتحاور بينكم إضافة إلى أن ملاحظاتهم عن المشروع تعتبر في غاية في الأهمية لضمان استمراريته ونجاحه"

 

علاوة على ذلك، يمكن للشركات الناشئة أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الابتكار والريادة على المستوى المحلي، من خلال دعم روّاد الأعمال المحليين وتوفير الموارد والتدريب والشبكات التي تساهم في نمو القطاع الخاص المحلي. هذا بدوره يعزز التنمية الاقتصادية المحلية ويسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.

 

بالاستفادة من القدرات والموارد المحلية وبناء على تفاهم متبادل وتعاون مستمر، يمكن للشركات الناشئة والبلديات تحقيق تقدم مستدام وتحقيق الأهداف المشتركة للرفاهية المجتمعية والتنمية المحلية.


حلول تعاونية لتحديات البلديات:

تواجه البلديات تحديات متنوعة في مجال العلاقات العامة وريادة الأعمال الاجتماعية، ولتجاوز هذه التحديات، يمكن اتباع حلول تعاونية تجمع بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني. يمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء منصات للحوار المستمر والتشاور بين ممثلي البلديات والشركات والمنظمات غير الحكومية،

وتشجيع الاستثمارات الاجتماعية وتقديم الحوافز للشركات، بالإضافة إلى تنظيم برامج تدريب وتطوير المهارات المشتركة وإنشاء شراكات استراتيجية لتنفيذ مشاريع مشتركة. يهدف كل ذلك إلى تعزيز التفاهم المتبادل وتعزيز التعاون من أجل تحقيق التنمية المستدامة والاستدامة الاجتماعية في المجتمع.

يعلق السيد محمد الحموزي عن الأمر قائلا "تعاون و ترابط مكاتب التنمية المجتمعية مع مكاتب حاضنات الأعمال يساهم في مساعدة المشاريع الصغيرة الناشئة بتوفير بعض الإجراءات القانونية الصحيحة لدعمهم و ضمان استمرارية مشاريعهم الريادية" أيضا يضيف "التشبيك بين البلديات والاستعانة بالمكاتب الموجودة تحت الحكم المحلي يساهم بشكل كبير في النمو الاقتصادي وازدهار المنطقة الجنوبية بالكامل" قال أيضا " فكرة التعاون و الترابط ليس وساماً يعلق لكي تتلقى الشكر عليه، إنما هو أمانة تستطيع من خلالها البلديات التعاون و النجاح و الازدهار سويا".

كما أضاف عبدالرؤوف الجروشي أيضا "الجلسات الاجتماعية و التشبيك الاجتماعي مهم جدا بغض النظر عن العراقيل و التحديات الخارجة عن إرادة المجتمع ولكن بتعاوننا نستطيع ان نستخرج أفكار و مقترحات ونفتتح باب التعاون والشراكة في المنطقة الجنوبية".