أفضل نصيحة يمكن أن يعمل بها أي إنسانٍ في بداية حياته هي اغتنام الفرص والسير في طريق النجاح من البداية، فمن لديه صفات ومهارات رائد الأعمال الناجح ويطورها باستمرار سيستطيع تحقيق أقصى ما يمكن من أحلامه وإفادة المجتمع من حوله.
فإذا كنت صاحب فكرة، أو موهبة، أو هدف تطمح للوصول إليه، فابدأ اليوم بالتعرف على مهاراتك وكيف تصبح رائد أعمال ناجح.
الرائد في معجم المعاني هو من يتقدم قومه وينير لهم الطريق، فرائد الأعمال هو من يبتكر فكرة أو منتج جديد يساعد الآخرين وينير لهم حياتهم ويرشد الآخرين من رواد الأعمال غيره.
وتتنوع صفات ومهارات رائد الأعمال الناجح ما بين سمات شخصية ومهارات تقنية يستخدمها لبناء مشروعه الخاص وتنميته وتحقيق الربح من خلاله. وتساعده هذه الصفات أيضًا على توفير فرص عمل جديدة لمن حوله وتحسين الاقتصاد بشكل عام مع نمو المشروع.
ولا ترتبط شخصية رائد الأعمال بدراسات الأعمال فحسب، بل هي مزيج من عوامل نفسية وعقلية وفلسفية واجتماعية واقتصادية، يمكن ذكر بعض منها فيما يلي:
رواد الأعمال المبدعون لا يعتمدون على الوسائل التقليدية لإنجاز المهام، بل يحاولون إيجاد أقصر الطرق التي تؤدي لأفضل نتائج، حتى وإن كانت هذه الوسائل جديدة ولم تستخدم من قبل.
ويعتبر رائد الأعمال من أكثر الأشخاص الذين يتسمون بالمخاطرة في حياتهم، فعلى سبيل المثال، كان رائد الأعمال المصري أكرم مروان -قبل أن يبدأ في تأسيس شركته الناشئة- يعمل في شركة P&G كمدير قسم ناجح وذي أثر في شركته، لكنه قرر المخاطرة بأن يستقيل حتى يتفرغ لمشروع iCareer الخاص به الذي يعمل على تهيئة الشباب بالمهارات اللازمة لسوق العمل. وقد كانت مخاطرة ضرورية وناجحة حيث أثمرت شركته وتطورت بالشكل الذي كان يتمناه أكرم.
الإبداع هو فن ربط الأشياء مع بعضها. فعندما تسأل المبدعين كيف فعلوا شيئًا ما، يشعرون بقليل من اللوم لأنهم لم يفعلوا شيئًا! بل رأوه فحسب
~ ستيف چوبز ~
يمتلك العالم الملايين من المشاريع والأفكار في مجالات عديدة، لكن الرائد الحقيقي هو من يبدع الأفكار الجديدة أو يطبق الأفكار التقليدية بطرق وأساليب مبتكرة.
يمكنك تعلم كيفية إيجاد الحلول المبتكرة من رواد الأعمال الناجحين من ليبيا بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام في الندوة الإلكترونية الثالثة لمبادرة دراية لريادة الأعمال.
أثناء المخاطرة والخروج عن المألوف، تذكر مقولة رائد الأعمال المصري د. إيهاب فكري "ادرس الواقع جيدًا قبل التمرد عليه"؛ فرائد الأعمال لا يخرج عن المألوف لمجرد الظهور بشكل مختلف، لكنه يدرس الواقع ويقتله بحثًا قبل أن يخاطر باستخدام أساليب جديدة.
لا تكف عن الأسئلة، ولا تمل من البحث عن إجابات، فالفضول هو ما يبقينا أحياء وهو ما سيضعك في الطريق الصحيح لتكن رائد أعمال ناجح.
من بين قبعات التفكير الـ6 التي ابتدعها إدوارد دي بونو، يحتاج رائد الأعمال أن يرتدي القبعة الزرقاء التي تمثل نمط التفكير الشمولي، وهو النمط الذي يدير ويضع جدول الأعمال ويخطط ويرتب وينظم العمليات الضرورية وغير الضرورية. إن عمل القبعة الزرقاء -ورائد الأعمال- يشبه مخرج المسرحية الذي يقرر أدوار الممثلين وموعد دخولهم وخروجهم، كما يهتم بالإضاءة وألوانها وحدتها، وكذلك الملابس والديكور، فهو القائد والمخطط.
أن تصبح قائدًأ هو أمر ليس بهين، فأنت من تتخذ القرارات وأنت من تتحمل نتائجها أو تجني ثمارها. لكن في النهاية، لا يمكن لأحد أن يصبح قائدًأ أفضل من صاحب الفكرة ذاتها، فرائد الأعمال هو صاحب الفكرة التي يحاول رسمها على أرض الواقع، فهو الوحيد القادر أن يأخذ قرارات بشأن شركته الناشئة وكيفية إدارتها وتطويرها.
لا أحد يستطيع النجاح بمفرده، بل يحتاج رائد الأعمال إلى دائرة من العلاقات حوله حتى يستطيع إكمال ما ينقص من قدراته وإبقاء كل جزئية من مشروعه تحت السيطرة.
فعلى سبيل المثال، إذا كنت مهتم بمجال التسويق وأسست وكالة دعاية وإعلان ناشئة، فعليك أن تكون فريق من المصممين والكتاب والمصورين ومحرري الفيديو ومدراء الحسابات حتى تستطيع تولي التسويق للشركات المختلفة بحيث تستطيع الاستفادة من قدرات كل فرد في الفريق.
يشعر رائد الأعمال بأن لديه رسالة يؤديها وتغيير يجب أن يصنعه في العالم، فيحاول استخدام إمكانيته في جعل العالم أفضل وأكثر راحةً للبشرية فرائد الأعمال الشغوف بالبرمجة يحاول بناء تطبيق يسهل على الناس حياتهم، أو رائدة الأعمال المهتمة بالبيئة ستعمل على إنشاء شركة تساعد الناس على إيجاد حلول صديقة للبيئة في حياتهم اليومية.
رائد الأعمال يعرف المصادر المتاحة أمامه ليستغلها كما يعرف احتياجات السوق ليقدم إليه ما يحتاجه، فتجد رائد الأعمال من قبل البدء في عمله يبحث عن البرامج المختلفة التي تساعده ويشترك في ورش العمل والندوات والمسابقات، ويتعرف على الخدمات المختلفة مثل التي تقدمها مبادرة دراية لريادة الأعمال.
يمكنك معرفة ما هي الفرص المتاحة في ليبيا بشكل خاص عند حضور الندوة الإلكترونية الثانية.
إن أحد أهم صفات رائد الأعمال الناجح هي القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة، فبالرغم من أن رائد الأعمال يعرف جيدًا أن قراراته قد تكون صائبة أو غير صائبة، لكنه، على أي حال، يدرس الواقع من حوله ويصل من خلال المعطيات التي لديه إلى القرار الأخير.
أخيرًا، أكثر ما يميز رائد الأعمال هو إرادته، فالإرادة هي ما تبقي الإنسان قادرًا على تحدي الصعاب.
فبالرغم من الصعوبات التي واجهها محمد كلاجئ فلسطيني في البرازيل، إلا أنه لم يفقد إرادته وطموحه في إنشاء مطعم Majaz الذي صار مرجعًا في المطبخ الفلسطيني لمجموعة من الأكلات العربية التقليدية، وحتى مع ظهور وباء كورونا لم يفقد محمد طموحه بل عمل على توصيل الطعام للمنازل واستمر في تطوير مشروعه مع فريقه من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين والسنغاليين أصحاب الطموح.
إن كان رائد الأعمال الناجح لديه مهارات شخصية تميزه، إلا أن أي إنسان يمكن أن يصبح رائد أعمال بدون شروط، فرائد الأعمال يمكن أن يكون:
لقياس مدى قابليتك لأن تصبح رائد أعمال مستقبلي، اختبر نفسك في المهارات المختلفة لرائد الأعمال الناجح وتعرف على شغفك الداخلي.
ختامًا، يجب الذكر أن سمات رائد الأعمال الناجح هي سمات مكتسبة وقابلة للتطوير ، فلا أحد يولد رائدًا، بل يتعلم ويفكر ويحسن مهاراته حتى يصل إلى وضع أفكاره الريادية في حيز التنفيذ. ويمكنك اكتساب المهارات الريادية من خلال فعاليات مبادرة دراية لريادة الأعمال، حيث تقدم المبادرة ندوات إلكترونية وورش عمل ومسابقات من خلال Startup Weekends وHackathons بهدف إمداد الشباب في ليبيا بما يحتاجونه للبدء في إطلاق شركاتهم الناشئة.